“موكب النور” للشاعر: صالح محمّد جرّار
تـلك الـخفافيشُ تـجْفُو الـنّور مؤتلقا … لكنّها هويتُ – يا بُؤسها – الغسقا
تــرجـو مـــن الـلـيُـل أنْ تـمـتدَّ سُـجـفتُهُ … لــعــلّــهـا لا تـــــــرى نـــــــوراً ولا فــلــقــا
فـظـلمةُ الـلـيْلِ تُـخـفي مــن بـوائقها … ودفــقــةُ الــنــور تـجـلُـو لــلـورى طــرقـا
تـهفُو إلى النومِ والدنيا يهدهدُها … نــورُ مــن الله يـجْـلُو الـنّفْس والأفُـقا
تـغـطُّ فــي الـنّـومِ والأكــوانُ صـادحةٌ … مـن بْـهجة الـنُّورِ حـقاً لـيْس ذا نسقا
يـا مشبهاً لخفافيْش الدجى سفهاً … هـــــــــلاّ رأيـــــتــــك لــــلأنــــوارٍ مــعــتــنـقـا
فـالـكـونُ فــي يـقـظةٍ تـشـدُو بـلابـلُه … لـحْن الـحياةِ تـناجي الـنُّور لا الـغسقا
مـــا أبــهـجَ الــكـوْن والأنـــوارُ تـغـسـلهُ … مــن ظـلـمة الـلـيل حـتّى لا تـرى رنـقا
هــيّــا فــشــارك عـصـافـير الــرّبـا فــرحـاُ … بـمـوكـب الــنُّـور وافــتـح بــابـك الـغـلقا
وأنهضْ مع الفجْرِ إنَّ الفجْر يشهدهُ … رتـــل الـمـلائكِ زكّــوْا كــل مــنْ صـدقـا
فـــمـــا الـــفــلاحُ بـــنــومٍ عـــــن مــؤذّنــنـا … إنّ الــفــلاحَ لــمـنْ لــبّـى ومـــنْ سـبـقـا
هــيّـا انـطـلـقْ فـــأذانُ الـفـجْـرِ يـرفـعـهُ … داعٍ إلــــى الله سـبـحـان الـــذي فـلـقـا
هــيّـا انـطـلـقْ لـتـرى الأنــوارَ يـرسـلُها … ربُّ الـــوجــودِ لــقـلـبٍ بـالـتُّـقـى خــفـقـا
فـموكبُ الـفجْرِ عُـرسٌ لـيْس يشْهدهُ … إلا الــــــذي جـــعـــل الأنــــــوارَ مـعـتـنـقـا
ومــــا الــحـيـاةُ بــــلا نــــورٍ يــضــيء لــنـا … درْبَ الـحـيـاةِ ويـجْـلُـو الـهـمّ والـرّهـقا
مـــــــا الــــنّـــور إلا كــــتـــابُ الله أنـــزلـــهُ … عـلى رسُـول الهُدى هدْياً لمنْ خلقا
لـمّـا قـبـسْنا الـهُـدى مــنْ آيــه صُـدُقاً … صـــرْنـــا أســـاتـــذة الــدّنــيـا ومُـنـطـلـقـا
لــمًـا اتّـبـعْـنا الـهُـدى عـشـنا غـطـارفةً … فـــي ظــلّـهِ وتـعـالـى مـجـدُنـا سـمـقـا
وأرهــــف الــدّهــرُ سـمْـعـيْـه لـصـرْخـتنا … الله أكــبــرُ !! وعــــدُ الله قــــد صــدقــا
فــرايـة الـمـجد أعـلاهـا الألــى نـصـروا … ديــــن الإلــــه وراح الــبـغـيُ مـنـسـحـقا
وأثـــبــتــتْ كــــتـــبُ الـــتّــاريــخ عــزّتــهْــمْ … وظـــــل ذكــرُهــمْ عْــطــراً وقــــد عــبـقـا
وجــــاء مــــنْ بـعْـدهـمْ خــلـفٌ أصــاغـرةٌ … قـد ضـيعُوا الـمجْد لـمًا أصـبحوا مـزقا
وزالَ مــا كــانَ مــنْ مـجْـدٍ ومــنْ رَشــدٍ … كــمــا يـــزولُ ومــيْـضُ الــبـرْقِ إذ بــرقـا
لــمّـا زرعْــنـا الـهُـدى كــانَ الـعُـلا ثـمـراً … وحـيْن بـذرِ الـهوى كـانَ الـجنىَ غـرقا
قُـرآنـكُـمْ نـورُكُـم يــا قــوم فـالـتمسوا … دربــــاً إلــيــه فـــإن الـلـيـل قـــدْ غـسـقـا
مــن يـقـبس الـنور مـنْهُ ظـلّ مُـهْتدياً … ومــــــنْ تــنــكّـب عـــنــهُ ضـــــل مــحـتـرقـا